{قَالَ رَبِّ أَنَّى} من أين {يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي: وامرأتي عاقر. {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي: يبسا، قال قتادة: يريد نحول العظم، يقال: عتا الشيخ يعتو عتيا وعسيا: إذا انتهى سنه وكبر، وشيخ عات وعاس: إذا صار إلى حالة اليبس والجفاف.وقرأ حمزة والكسائي: عتيا وبكيا وصليا وجثيا بكسر أوائلهن، والباقون برفعها، وهما لغتان. {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} يسير {وَقَدْ خَلَقْتُكَ} قرأ حمزة والكسائي {خلقناك} بالنون والألف على التعظيم، {مِنْ قَبْلُ} أي من قبل يحيى {وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} دلالة على حمل امرأتي {قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} أي: صحيحا سليما من غير ما بأس ولا خرس.قال مجاهد: أي لا يمنعك من الكلام مرض.وقيل: ثلاث ليال سويا أي متتابعات، والأول أصح.وفي القصة: أنه لم يقدر فيها أن يتكلم مع الناس فإذا أراد ذكر الله تعالى انطلق لسانه.